أربعون ، وهذه أحد وسبعون سنة ، ثم [ذهب حيي مع هؤلاء النفر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم و [قال رسول الله فهل معك غير هذه؟ قال نعم (المص (١)) [الأعراف : ١] قال : أثقل وأطول ، والألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه أحد وستون ومائة سنة ، ثم قال : هل معك غير هذه يا محمد؟ قال : نعم ، قال : ما ذا؟ قال : (الر) [يونس : ١ ، هود : ١ ، يوسف : ١ ، إبراهيم : ١ ، الحجر : ١] فقال : هذا أثقل وأطول ، الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة ، فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم (المر) [الرّعد : ١] قال : هذا أثقل وأطول ، الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة. قال : لقد التبس علينا أمرك حتى ما ندري أقليل أعطيت أم كثير. ثم قاموا من عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو يسار لأخيه حيي ولمن معه من اليهود : وما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد إحدى وسبعون ، وإحدى وستون ومائة ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة سنة وأربع وثلاثون سنة. قالوا : والله لقد تشابه علينا أمره ، قيل فنزلت فيهم (١) : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (٧)) [آل عمران : ٧].
والثامن : أنها حروف هجاء ، أعلم الله بها العرب حين تحداهم ، أن تلاوة القرآن بحروف كلامهم هذه التي عليها بناء كلامهم ، ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم ، إذ لم يخرج تلاوته عن مباني كلامهم.
جواب ثاني : وهو أنك تقول : إذا قلتم أن الحرف المفرد إذا أتى به في تلاوة كلام الله هو نفس كلام الله ، فما تقولون فيمن أسقط شيئا من كلام الله ، أيجوز ذلك أم لا؟ فلا بد من أن يقولوا لا يجوز. فيقال لهم : خبرونا عن جماعة من القراء من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان الذين قرءوا (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)) [الفاتحة : ٤] وهم الأكثر ، قد أسقطوا ألفا هي في قراءة غيرهم. لأن غيرهم يقرءون مالك بالألف. فإن قالوا : أخطئوا فلا يجوز لهم ذلك. وهو القول الصحيح الصواب. قلنا : فصحّ أن الألف ليس نفس كلام الله القديم ، لأنه لا يجوز لأحد أن
__________________
(١) والخبر ضعيف (ز).