الحديث الثامن والثلاثون: روى القاضي (أبو يعلى) عن عمر بن عبد العزيز قال: إذا فرغ اللّه تعالى من أهل الجنة والنار أقبل يمشي في ظلل من الغمام والملائكة، فيقف على أول درجة فيسلم عليهم فيردون عليه السلام فيقول: سلوني، فيقولون: ماذا نسأل، وعزتك وجلالك وارتفاعك في علو مكانك لو أنك قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم وسقيناهم ولم ينقص ما عندنا، فيقول تعالى بلى سلوني فيقولون: نسألك رضاك، قال تعالى: رضائي أحلكم دار كرامتي، فيفعل هذا بأهل كل درجة حتى ينتهي إلى مجلسه.
هذا حديث مكذوب به على عمر. وبعد فكيف يثبت للّه تعالى صفة بقول عمر!. قال القاضي (أبو يعلى): يشهد لحديث عمر قوله تعالى: (يَأْتِيَهُمُ اللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمٰامِ) [البقرة: ٢١٠] ولم يدر أن المعنى يأتيهم اللّه بظلل من الغمام.
الحديث التاسع والثلاثون: روى عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن المقام المحمود، قال صلى اللّه عليه وسلم: «وعدني ربي عزّ وجل بالقعود على العرش».
هذا حديث لا يصح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قال ابن حامد: يجب الإيمان بما ورد به من المماسة والقرب من الحق تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم في إقعاده على العرش، قال: وقال ابن عمر: (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ) [ص: ٢٥] قال: ذكر الدنو منه حتى يمس بعضه. وهذا كذب على ابن عمر، ومن ذكر تبعيض الذات كفر بالإجماع.
* * *
الحديث الأربعون: روى الدارقطني من حديث أبي إسحاق عن عبد اللّه بن خليفة عن عمر رضي اللّه تعالى عنه أن امرأة جاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: ادع اللّه تعالى أن يدخلني الجنة فعظم الرب عزّ وجل فقال صلى اللّه عليه وسلم: «إن كرسيه وسع السماوات والأرض وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله».
هذا حديث مختلف جدا وقد رواه أبو إسحاق عن ابن خليفة عن ابن عمر قال: إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل، رواه ابن جرير أن عبد اللّه بن خليفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن كرسيه وسع السماوات والأرض وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال بأصبعه فجمعها وإن له لأطيطا كأطيط الرحل إذا ركب من ثقله» هذا على ضد اللفظ الأول وكل ذلك من تخليط