فمن ذلك ما ذكره القاضي أبو الطيب وهو من أئمة الشافعية قال : ويستحب أن يزور قبر النبي صلىاللهعليهوسلم بعد أن يحج ويعتمر ، اه وكيف يزور من غير سفر سواء كان راكبا أو ماشيا.
وقال المحاملي في كتابه التجريد : ويستحب للحاج إذا فرغ من مكة أن يزور قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، اه.
وقال الحليمي في كتابه المنهاج عند ذكر تعظيم النبي صلىاللهعليهوسلم وذكر جملة ثم قال :
وهذا كان من الذين رزقوا مشاهدته وصحبته ، وأما اليوم فمن التعظيم بيان تعظيمه وزيارته.
وقال الماوردي في كتابه الحاوي : أما زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم فمأمور بها ومندوب إليها ، وقال في كتابه الأحكام السلطانية في باب الولاية على الحجيج وذكر كلاما يتعلق بأمير الحاج ثم قال : وإذا قضى الناس الحج أمهلهم الإمام الأيام التي جرت عادتهم بها ، فإذا رجعوا سار بهم على طريق المدينة للنبي صلىاللهعليهوسلم ليجمع بين حج بيت الله عزوجل وزيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم رعاية لحرمته وقياما ببعض حقوق طاعته ، وذلك وإن لم يكن من فروض الحج فهو من مندوبات الشرع المستحبة وعبادات الحجيج المستحسنة. فتأمل هذه العبارة من هذا الإمام وما اشتملت عليه من الفوائد الجليلة.
وقال الإمام العلامة المتفق على دينه وكثرة علومه وعلو قدره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي : ويستحب زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر القاضي حسين نحوه وكذا الروياني ، ولا حاجة إلى الإطالة بذكر من قال بزيارة قبره عليه الصلاة والسلام سواء في ذلك قبل الحج أو بعده ، وذكر السير إليه كثير من أصحاب الشافعي ، من جملتهم : السيد الجليل أبو زكريا يحيى النووي قدس الله روحه ، قال في كتابه المناسك وغيرها (فصل في زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم) : سواء كان ذلك على طريقه أم لا فإن زيارته صلىاللهعليهوسلم من أهم القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات ، اه. وإذا عرفت هذا فأتبرع إليك بزيادة أخرى مع زيادة فائدة.
قالت الحنفية : إن زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم من أفضل المنوبات والمستحبات بل تقرب من درجة الواجبات ، وممن صرح بذلك الإمام أبو منصور محمد الكرماني في مناسكه ، والإمام عبد الله بن محمود في شرح المختار.