وعن علي كرّم الله وجهه أنه عليه الصلاة والسلام قال : «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن لم يزرني فقد جفاني» رواه الحسين بن يحيى بن جعفر في كتاب أخبار المدينة.
ورواه الحافظ أبو عبد الله ابن النجار في كتابه الدرة اليتيمة «من لم يزرني فقد جفاني».
ورواه الحافظ أبو سعيد عبد الملك بن محمد النيسابوري في كتابه شرف المصطفى صلىاللهعليهوسلم وهذا الكتاب في ثمان مجلدات. وأبو سعيد هذا له مصنفات في علوم الشريعة ، توفي سنة ست وأربعمائة بنيسابور وقبرهن بها مشهور ويتبرك به ، وكان ينتفع بكلامه وبوعظه وتنجلي بكلامه القلوب قدّس الله روحه ونوّر ضريحه.
وقال عليه الصلاة والسلام : «من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة».
وفي رواية «من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي» رواه غير واحد من الأئمة الحفاظ المشهورين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ومنهم الطبراني في معجمه الكبير ومنهم الدار قطني في أماليه ومنهم أبو بكر ابن المقري في معجمه ومنهم العلامة الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن. ذكره في كتابه المسمى بالصحاح المؤثرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
يا هذا انتبه لما أذكره.
قال في خطبة كتابه هذا : أما بعد فإنك سألتني أن أجمع لك ما صحّ عندي من السنن المأثورة التي نقلها الأئمة من أهل البلدان الذين لا يطعن فيهم طاعن مما نقلوه فتدبرت ما سألتني عنه فوجدت جماعة من الأئمة قد تكلفوا ما سألتني من ذلك وقد وعيت جميع ما ذكروه وحفظت عنهم أكثر ما نقلوه واقتديت بهم وأجبتك إلى ما سألتني من ذلك وجعلته أبوابا في جميع ما يحتاج إليه في أحكام المسلمين ، فأول من نصب نفسه لطلب الصحيح البخاري وتابعه مسلم وأبو داود والنسائي ، وقد تصفحت ما ذكروه وتدبرت ما نقلوه فوجدتهم مجتهدين فيما طلبته ، فما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته ، وما ذكرته بعد ذلك مما اختاره أحد الأئمة الذين سميتهم فقد ثبتت حجته في قبول ما ذكره ونسبته إلى اختياره دون غيره ، وما ذكرته فيما ينفرد به أحد أهل النقل للحديث فقد بينت علته ودللت على انفراده دون غيره ، وبالله التوفيق ، اه.