يا خليليّ قد بلغت القصدا |
|
وعرفت الغرام هزلا وجدا |
خلياني من ذكر سلمى ونجد |
|
ودعاني من حب سلمى وسعدى |
أنا لي في حشاشتي حب بدر |
|
أقسم الدهر أنه لا يبدي |
نار وجدي بحبه في ازدياد |
|
وغرامي به تزايد جدا |
كلما رمت أن نفسي عنه |
|
نتسلى أبت ولا تتهدى |
وتراها إذا ترنم حاد |
|
برباها تذوب شوقا ووجدا |
لا تلمها إذا بدت بحنين |
|
وأنين يقد ذا القلب قدا |
فلها معهد وأنس قديم |
|
ليس يفنى وإن تطاول عهدا |
كان الصديق رضي الله عنه من المشغوفين بمحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال سيف بن عمرو : كان سبب موت الصديق رضي الله عنه وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم كمدا عليه فما زال جسمه يتحرق حتى مات ، والكمد : الحزن المكتوم.
كنت (١) السواد لناظري |
|
وعليك كنت أحاذر |
من شاء بعدك فليمت |
|
فعليك يبكي الناظر |
والحمد لله أولا وآخرا ، وباطنا وظاهرا ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيد الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين ورضي الله عن الصديقين والصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، آمين آمين.
__________________
(١) أحفظ هذين البيتين هكذا :
كنت السواد لناظري |
|
فعمي عليك الناظر |
من شاء بعدك فليمت |
|
فعليك كنت أحاذر |
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد سيد العالمين وعلى آله خير أمة أخرجت للناس وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. انتهت هذه التعليقات في اليوم الثامن عشر من شهر رجب سنة ١٣٥٠ ه على يد كاتبها الذي يرجو قارئها دعوة صالحة إن رأى فيها خيرا ونحن جميعا نبتهل إلى ربنا الغفور الرّحيم الشكور الكريم أن يفرغ غيوث رحماته وكراماته على جدث يضم هذا الرجل الغيور على دينه القائم في نصره كالأسد يذود عن عرينه الإمام أبي بكر تقي الدين الحصني وأن يجمعنا معه في دار كرامته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، آمين.