التعرض لمنع الوسيلة ومنع شد الرحال إلى قبر سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستدلاله لما قاله بالتجسير والتمويهات التي بيّنّا بطلانها وفسادها ، وأن ذلك من أظهر الأمور على فجوره في النقل والإغراء ، وأن لا يحل أن يقلده ولا يأخذ عنه ولا ينظر في كلامه ولا يسمعه إلا من يكون له رتبة التمييز بين الحق والباطل وإلا هلك وهو لا يشعر (١).
ثم من الأمور المهمة المقرّبة إلى الله عزوجل وإلى رسوله وإلى وزيريه رضي الله عنهما بسط الألسن والأيدي فيهم جريا على ما درج عليه العلماء والسلاطين منذ أثار هذا الخبيث هذه الخبائث ، وأن يعلن بالتوسل بسيد الأولين والآخرين ، وأن يعتني بإظهار شد الرحال وإعمال المصلى والأقدام إلى خير خلقه وحبيب القلوب ، ومن بذكره تنجلي الكروب ، ويهتز الطروب ، وبالصلاة والسلام عليه تذهب الذنوب ، التي بسببها حصل الإبعاد عن المزار وبعد الدار.
روى زيد بن أسلم أن عمر خرج ليلة يحرس فرأى مصباحا في بيت وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول :
على محمد صلاة الأبرار |
|
صلّى عليه الطيبون الأخيار |
قد كنت قوّاما بكّاء في الأسحار |
|
يا ليت شعري والمنايا أطوار |
هل تجمعني وحبيب (٢) الدار |
تعني رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال : فجلس عمر رضي الله عنه يبكي شوقا إلى حبيبه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتتصعد أنفاسه من نار الشوق لو لا دموع المحبين تطفئ نار الشوق لاحترقت أكبادهم بأنفاسهم.
__________________
(١) هذا حكم من هذا الإمام الكبير على كل من يتبع ابن تيمية بأنه هالك في دينه وانظر معنى الهلاك في مثل هذا المقام ومن هنا نحن نرثي لإخواننا الموجودين والغابرين الذين اغتروا بهذا الرجل المسكين ووراءه ساروا وكان بودنا أن يرى إخواننا الموجودون هذا الكتاب ليعرفوا منه قيمة هذا الرجل ثم بعد ذلك ينظروا لأنفسهم والحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به كثيرا من خلقه ، اه مصححه.
(٢) وحبيبي ، اه مصححه.