١٠٣ ـ (بَحِيرَةٍ)(١) : كان أهل الجاهليّة إذا نتجت ناقة خمسة أبطن فكان آخرها ذكرا شقوا أذن الناقة وخلّوا عنها ولا تطرد عن ماء ولا مرعى ويلقاها المعيي فلا يركبها تحرّجا.
١٠٣ ـ (وَلا سائِبَةٍ)(٢) : كان الرجل إذا مرض أو قدم من سفر أو نذر نذرا سيّب بعيرا من إبله بمنزلة البحيرة لا تمنع ولا تركب وقال بعضهم في السائبة أنّهم كانوا يهدون لآلهتهم الإبل والغنم فيسيّبونها عندها فتختلط بإبل الناس وغنمهم. قال فلا يشرب ألبانها إلّا الرجال فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء وإذا قال الرجل لعبده أنت سائبة فقد عتق.
١٠٣ ـ (وَلا وَصِيلَةٍ)(٣) : من الغنم كانت العرب إذا وضعت الشّاة
__________________
(١) إنها الناقة إذا نتجت خمسة أبطن نظروا إلى الخامس ، فإن كان ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء وإن كان أنثى شقوا أذنها وكانت حراما على النساء لا ينتفعن بها ولا يذقن من لبنها ، ومنافعها للرجال خاصة ، فإذا ماتت اشترك فيها الرجال والنساء. قاله ابن عباس واختاره ابن قتيبة. وقال عطاء : إنها الناقة تلد خمس إناث ليس بينهن ذكر فيعمدون إلى الخامسة فيبتكون أذنها. وقيل إنها ابنة السائبة. قال ابن اسحاق : كانت الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس فيهنّ ذكر سيبت فإذا نتجت بعد ذلك أنثى شقت أذنها وسميت بحيرة وخليت مع أمها. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٢ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧.
(٢) أما السائبة فهي فاعلة بمعنى مفعولة وهي المسيبة وهي التي تسيب من الأنعام للآلهة لا يركبون لها ظهرا ولا يحلبون لها لبنا ولا يجزون منها وبرا ولا يحملون عليها شيئا.
رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٢ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨.
(٣) إنها الناقة البكر تبتكر في أول نتاج الإبل بالأنثى ، ثم تثني بالأنثى فكانوا يستبقونها لطواغيتهم ، ويدعونها الوصيلة أي وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. رواه ـ