١ ـ إذا استعرضنا مؤلفات اليزيديين (١) نجد أن أحدا منهم لم يؤلف في غريب القرآن سوى عبد الله المذكور. فصاحب الفهرست يذكر أثناء تعداده للكتب المؤلفة في غريب القرآن كتاب «غريب القرآن لأبي عبد الرحمن اليزيدي» (٢) ويذكر في موضع آخر من الكتاب نفسه (٣) «والذي ألفه عبد الله ابن أبي محمد ، ويكنى أبا عبد الرحمن كتاب «غريب القرآن».
٢ ـ في كتاب «إنباه الرواة» (٤) إشارة واضحة تدل على أن صاحب الكتاب هو أبو عبد الرحمن ، فأثناء حديثه عنه يقول «وصنّف كتابا في غريب القرآن حسنا في بابه ، وقد كتب عليه أبو سيف القزويني المعتزلي شيئا بخطه ، أخطأ فيه ، وذلك أنه نسبه إلى أبي محمد أبيه.
٣ ـ ولعل لشهادة ثعلب أثرها المهم في تأكيد نسبة الكتاب إلى عبد الله. يقول ثعلب : «ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي ، وهو أبو عبد الرحمن ، وخاصة في القرآن ومسائله (٥).
٤ ـ ومما يدل دلالة قاطعة على أن المؤلف هو عبد الله ورود عبارات في كتاب «زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي ، ينسبها المؤلف إلى اليزيدي تارة وإلى أبي عبد الرحمن اليزيدي تارة أخرى ، وهذه العبارات وردت بنصها الحرفي في المخطوط ، مما يؤكد أن «اليزيدي» الذي نسب الكتاب ، إليه ، هو أبو عبد الرحمن ، عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي نفسه. ومن هذه العبارات (٦).
١ ـ (رَفَثَ) [البقرة ١٩٧] «إنه اللغو من الكلام» قاله أبو عبد
__________________
(١) النديم ـ الفهرست ٥٦.
(٢) النديم ـ الفهرست ٣٧.
(٣) النديم ـ الفهرست ٥٦.
(٤) القفطي ـ انباه الرواة ٢ / ١٥١.
(٥) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.
(٦) قارن هذه العبارات مع العبارات الواردة في المخطوط.