خلاصة :
تبين لنا بعد هذه المقارنة أن الكتب التي ألفت في هذا الموضوع سلكت في شرحها للفظ الغريب أحد سبيلين ، فقد اعتمدت ترتيب سور المصحف الشريف أو ترتيب الحروف الأبجدية ، وبعض هذه الكتب موجز وبعضها الآخر مفصل وبعضها الثالث كثير التفصيل.
وتتجلى أهمية كتاب اليزيدي في كونه نهج منهجا وسطا ، فلم يأت الشرح موجزا بحيث يبقى القارىء متعطشا إلى معرفة المزيد ولم يأت كثير الإسهاب بحيث يضيع بين التفاصيل ، فكتابه حلقة في سلسلة لا يستغنى عنها ، فصاحبا التحفة والعمدة أكثرا من الإيجاز وابن قتيبة فصّل والأصفهاني بالغ في التفاصيل.
وكما أفاد اليزيدي من كتب السابقين أفاد كتابه اللاحقين ، فعلى سبيل المثال «نرى أن مكيا بن أبي طالب أفاد من كتابه فائدة عظيمة إذ نقل ألفاظه نقلا حرفيا في كثير من المواضع.
إذا فقد أضاف اليزيدي كتابا عظيم الفائدة ، لذا كان لا بدّ من تحقيقه ونشره وخصوصا أن مؤلفه كان أحد الأعلام وأحد تلاميذ كبار أئمة اللغة والقرآن : أبي عمرو بن العلاء ، يحيى اليزيدي والفرّاء.