الكريم ثم أمثلة من الآيات التي تتجلى فيها الخصائص الفكرية للقرآن المكي.
ولم نقصد من ايراد آيات لتعريف الميزات الأدبية في القرآن الكريم ثم آيات اخر لتعريف الخصائص الفكرية فيه ، تصنيف آيات القرآن الى صنفين متقابلين : آيات تمتاز ببلاغتها في الكلام واخرى بما تحوي من فكر وعلم ، كلّا! فإنّ الله سبحانه كما جعل ما يحتاجه جسد الانسان من (فيتامينات) مقومة لحياته في ثمار لذيذة الطعم كالتمر والتفاح والعنب والليمون والمشمش كذلك جعل ما تحتاجه نفسه من افكار مقومة لحياته النفسية والجسدية في فنون من الكلام في القرآن الكريم تهش الى سماعها نفسه.
وكما ان الانسان قد يصاب في جسده بغدد سرطانية يجب البدء باستئصالها من جذورها ثم القيام بتقوية جسده وتقويمه بما يحتاجه الجسد من مقومات الحياة في طعامه وشرابه ، كذلك الانسان المتلوث فكره بالوثنيات والاعراف الجاهلية يجب البدء باستئصال افكاره المريضة الراسخة في اعماق نفسه وقطعها من جذورها ولذلك بدء خليل الله إبراهيم دعوته الناس إلى عبادة الله بزعزعة عقيدة عبدة الكواكب وكسر أوثان عبدة الأصنام وبدأ خاتم الرسل بدعوة المشركين إلى أن يقولوا : لا اله الا الله ، أي أن ينبذوا جميع أصنامهم التي يعبدونها اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى وسائر آلهتهم.
وكما ان الانسان المدمن للخمور واستعمال المخدرات يصرف كل طاقاته الفكرية والجسدية في سبيل ادامة تعاطي الخمور والمخدرات ويقاوم بكل ما أوتي من حول وقوة من يريد أن يحول بينه وبينها!
كذلك الانسان المتلوث فكره بالوثنيات والاعراف الجاهلية يصرف جميع طاقاته في سبيل المحافظة على ما تلوث به فكره واعتاده من أعراف جاهلية وعبادات وثنية ويحارب من يريد أن يحول بينه وبين أعرافه وعباداته. ومن هنا يلقى إبراهيم في النار لتحرقه ويقابل خاتم الانبياء بصنوف من الاذى والطغيان ولمن آمن بقرآنه بانواع من العسف والظلم والعدوان.