باب
حذف الجواب من الاستفهام والسؤال والجزاء
ـ إن سئل عن قوله عزوجل : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (١) ، فأين جواب قوله : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا؟)
الجواب ـ وبالله التوفيق ـ :
قلنا : إن جوابه محذوف ، كأنه قال : لو ترى يا محمد ـ هذا إذا قرأت بالتاء ٢ ـ الذين ظلموا أنفسهم بالشرك حين يرون العذاب ، أي : ما يصيرون إليه.
وحذف الجواب في مثل هذا يكون أهول في الذكر من إظهاره.
ـ ولو قرىء بالياء معناه : ولو يرى الذين ، أو يعلم الذين ظلموا حين يرون العذاب في القيامة أنّ المنعة والقدرة لله تعالى لآمنوا به في الدنيا ، والله أعلم.
ويجوز في كلام العرب حذف الجواب من الشرط والاستفهام والقسم.
أمّا حذف الجواب من الشرط فأحدها هذا.
والثاني قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ) (٣) محذوف الجواب.
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٦٥.
(٢) قرأ بالتاء : نافع وابن عامر ويعقوب وابن وردان.
راجع إتحاف فضلاء البشر ١٥١.
(٣) سورة التوبة : آية ٥٩.