باب
الجواب الواحد عن الشرطين
ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١) ، فأين جواب قوله : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ؟) إذا جعلت (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) جوابا عن قوله : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ؟)
ـ قلنا ـ وبالله التوفيق ـ : إنّ أهل العلم قد اختلفوا فيه :
ـ فمنهم من يقول : إنّ ههنا جوابا واحدا عن الشرطين ، وذلك مما لا يستنكر.
وهذا كقوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) (٢) فلم يجب حتى أتى بشرط آخر فقال : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) (٣) ثم أجاب عن الشرطين جميعا بجواب واحد ، وهو قوله : (لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ.)
وكقوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا) (٤) ، ثم قال في آخر
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٣٨.
(٢) تتمتها : (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) [سورة النور : آية ١٠].
(٣) تتمتها : (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) [سورة النور : آية ١٤].
(٤) (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [سورة البقرة : آية ٢٣].