باب
وضع الاسم مقام المصدر
ـ وأمّا إخبارهم عن المصدر بالاسم ، فكقوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) (١) ، أي : كإيمان من آمن بالله.
وقوله تعالى : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) (٢). أي : بقاء.
وكذلك قوله تعالى : (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (٣). أي : بطغيانهم. وقوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) (٤). أي : تبسّم تبسما ، وضع الضاحك وهو الاسم مكان التبسم أو الضحك وهما مصدران.
وكذلك قوله تعالى : (وَخَرَّ راكِعاً) (٥). أي : ركوعا ، ونظائرها كثيرة.
وقوله تعالى : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ) (٦).
قال بعضهم : معناه : سمرا ؛ لأنه لو كان اسما لقال : سامرين.
قال الشاعر :
٢٦٠ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي |
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا |
__________________
(١) سورة التوبة : آية ١٩.
(٢) سورة الحاقة : آية ٨.
(٣) سورة الحاقة : آية ٥.
(٤) سورة النمل : آية ١٩.
(٥) سورة ص : آية ٢٤.
(٦) سورة المؤمنون : آية ٦٧.
٢٦٠ ـ البيت للقطامي في قصيدة له في مدح زفر بن الحارث الكلابي. وهو في ابن عقيل ٢ / ٩٩ ، والأشموني رقم ٦٨٤ ، والبحر المحيط ١ / ١٢٧.