ونجد ابن فارس يذكر في أول الحروف فيقول : «رأيت أصحابنا الفقهاء يضمّنون كتبهم في أصول الفقه حروفا من حروف المعاني ، وما أدري ما الوجه في اختصاصهم إياها دون غيرها ، فذكرت عامة حروف المعاني رسما واختصارا».
ـ ففي باب «أو» مثلا :
يذكر ابن فارس أنها تكون للشك والتخيير والإباحة وبمعنى الواو أو بل.
وأيضا الحدادي ذكر هذه المعاني لها لكنه أكثر من الشواهد الشعرية.
فابن فارس ذكر ثلاثة شواهد فقط ، والحدادي ذكر أربعة أبيات منها اثنين ذكرهما ابن فارس ، بينما في الآيات ذكر الحدادي ضعفه أو أكثر.
ملاحظات :
نلاحظ في النهاية عدة سمات أساسية لهذا الكتاب :
١ ـ الاستطراد الكثير.
٢ ـ كثرة الشواهد القرآنية ، التي تزيد القاعدة وضوحا وجمالا وروعة ، وكأنّ القرآن أمام المؤلف رحمهالله مائدة مفتوحة ، ينتقي منها ما يشاء ، فيجعله في محلّه المناسب له.
٣ ـ سعة اطلاع المؤلف على أشعار العرب خاصة الجاهلية ، حيث إنّ شواهده كثيرة ونجده يستشهد كثيرا بالمعلقات الجاهلية وعلى الأخص معلّقة امرىء القيس ، وعنترة.
٤ ـ قلة استشهاده بالحديث الشريف ، ولعل السبب في ذلك هو اختلاف العلماء في جواز الاحتجاج بالحديث في القواعد النحوية.
٥ ـ نجده أيضا يستشهد ببعض الأمثال العربية ، يزيّن بها كتابه ، وإن كانت قليلة.