وذلك كله يقتضي أن تكون جميع الكلمات المتحققة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم متحققة لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أيضا ، ولكي ندلل على هذا أكثر من ذي قبل ننقل كلمات بعض كبار علمائهم ضمن الوجوه الآتية.
قال الامام الشيخ أبو عبد الله محمّد بن سعيد البوصيري في مدح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في [ القصيدة الهمزية ] :
« أنت مصباح كلّ فضل فما |
|
يصدر إلاّ عن
ضوئك الأضواء » |
وقال الحافظ ابن حجر المكي في شرحه :
« [ أنت ] أيها العلم والمفرد الذي لا تساوى ، بل ولا تدانى [ مصباح ] أي سراج فهو مقتبس من قوله تعالى ( وَسِراجاً مُنِيراً ) [ كل ] اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر المضاف اليه كما هنا والمعرّف المجموع ، نحو : ( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ) وأجزاء المفرد المعرف نحو ( يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) بإضافة القلب إلى متكبر ، أي على كل أجزائه ، وقراءة التنوين لعموم أفراد القلوب ، ثم إن لم يكن نعتا لنكرة ولا توكيدا لمعرفة بأن تلاها العامل كما هنا جازت الإضافة كما هنا وقطعها نحو : ( وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ ).
واعلم أنها حيث أضيفت لمنكر وجب في ضميرها مراعاة معناها ، نحو ( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ) و ( عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ ) أو لمعرف جاز مراعاة لفظها في الافراد والتذكير ، ومراعاة لمعناها ، وكذا إذا قطعت نحو ( كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ ) وأنها حيث وقعت في حيّز النفي بأن سبقتها أداته أو فعل منفي نحو ما جاء كل القوم وكل الدراهم لم أجد ، لم يتوجه النفي إلاّ لسلب شمولها ، فنفهم إثبات الفعل لبعض الأفراد ما لم يدل الدليل على خلافه ،