الأنبياء وواسطة جميع الأصفياء ، وأبوه آدم بين الروح والجسد ... » (١).
لقد تفرّع على تقدّم نبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ ميثاق نبوته من الأنبياء ، وهذا يدل على أفضليته صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد علم من الوجه السابق أن تقدّم نبوته متفرع على تقدم خلقه ، فمتى دل فرع الفرع على الأفضلية دل الأصل عليها بالأولوية القطعية.
ونور علي عليهالسلام متحد مع نوره صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أيضا مخلوق قبل آدم ، فللإمام عليهالسلام فضيلة عظيمة كان أخذ الميثاق فرع فرعها ، فلا ريب إذا في أفضليته من جميع الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام ، فهو المتعين للخلافة عن الرسول لا غيره.
وأما كون أخذ الميثاق متفرعا على تقدم خلقه صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو المستفاد من الأحاديث العديدة :
١ ـ قال أبو نعيم : « ثم قدّمه صلىاللهعليهوآلهوسلم في الذكر على من تقدمه في البعث فقال : ( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ) إلى قوله ( وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً ) وقال : ( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ).
وذلك ما حدّثناه : أبو محمّد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ، ثنا جعفر بن عاصم ، ثنا هاشم بن عمار ، ثنا بقية حدّثني سعيد بن بشير ، نا قتادة عن الحسن
__________________
(١) النور السافر في أعيان القرن العاشر ـ مقدمة الكتاب.