« أنظر رحمك الله عز وجل إلى ما قد شهدوا به من ذم نبيهم صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه ، فكيف يستبعدون من قوم يكونون بهذه الصفات أن يخالفوا نبيهم في الحياة وبعد الوفاة » (١).
وكيف يحذفونه وهو لا ينافي مطلوبهم؟
هذا ... على أن هذه الزيادة جاءت في لفظ آخر عند مسلم ، فإنه قد روى الحديث مرة بدونها ، وأخرى معها ، وعليه فلا مجال للطعن على السيد والعلامة لو لم يذكراها ...
كما أن ( الكابلي ) أضاف الذيل قائلا : « وفي رواية ... » (٢).
زعمهم عدم وجود « من يتّهم بالكذب » في إسناده تحكم محض ، نعم لو ذكروا رجاله ثمّ وثّقوهم بكلمات علماء الرجال لكان لما ذكروا وجه.
ثم إن في وثاقة الشافعي وعدالته وجوها من النظر ، ونحن نكتفي هنا بالاشارة إلى بعضها :
١ ـ إنه أثنى على شيخه ( مالك ) وقال : « إذا ذكر أهل الأثر فمالك النجم » (٣). وقال : « كان مالك إذا شك في شيء من الحديث ترك كلّه » وقال : « لو لا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز » إلى غير ذلك.
وهو مع ذلك خالفه في كثير من المواضع ، وردّ عليه ، وانتقده ... وهذا
__________________
(١) الطرائف ـ مبحث ما خالف فيه الصحابة رسول الله «ص».
(٢) الصواقع ـ في ذكر مطاعن الصحابة.
(٣) مناقب الشافعي ـ الفصل الثالث من الكتاب.