افضل من الحسنين ، فكون نورهما أقوى من نوره محال.
إن أراد ( الدهلوي ) إثبات خلق الحسنين من نور النبي ، فلما ذا ينكر خلق علي من النور؟! بل إن خلقهما من نوره دليل باهر على خلق علي من النور الإلهي ، وإلاّ لزم تفضيلهما عليه وهو خلاف ما أجمع عليه المسلمون.
ولو قيل : إنه ذكر خلق الحسنين من نور النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلزم به الامامية.
قلنا : فكان عليه حينئذ ذكر رواية من طرقهم متضمنة لهذا المعنى بحيث يتفرع على ذلك توهم كون نورهما أقوى من نوره ، والحال إن روايات الامامية الواردة في هذا الشأن ـ والتي تقدّم في الكتاب ذكر بعضها ـ تدل بصراحة على أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأنه لم يكن نورهما أقوى من نوره أبدا.
إن كان المراد من كثرة النور زيادته في الكم والكيف فإن هذا عين القوة والشدة ولا وجه للتفريق بينهما ، وإن كان المراد أن في علي عليهالسلام نورا واحدا وهو النور العلوي وفي الحسنين نورين أحدهما النور النبوي والآخر النور العلوي ، فإنه وإن كان هذان النوران أقل من النور العلوي كما وكيفا لكن هذا ليس كثرة في الحقيقة ، ولا يجعل عاقل هذه الكثرة ملاكا للأفضلية والأولوية بالامامة ، لأنّها كثرة اعتبارية مثل كثرة الأجزاء بالنسبة إلى الكلّ.
إنه لو صحّ هذا التوهم لزم أن يكون نور الحسنين عليهماالسلام أكثر من