ميثاقهم بالنسبة إلى إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام وإمارته ، كما أخذ الله ذلك من ملائكته وعرضه على أنبيائه ورسله ... جاء ذلك في رواية السيد علي الهمداني :
« عن عتبة بن عامر الجهني رضي الله تعالى عنه قال : بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أن الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا نبيه وعليا وصيه ، فإن تركنا الثلاثة كفرنا ، وقال لنا : أحبّوا هذا فإن الله يحبه ، واستحيوا منه فإن الله يستحيى منه » (١).
ومن هذا الحديث يعلم أن الإقرار بوصاية علي ـ كالاقرار بنبوة محمّد ووحدانية الله سبحانه ـ ركن ، ومن أعرض عن ذلك وتركه فقد كفر.
الكنجي ، بسنده عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله : « قال : سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ميلاد علي بن أبي طالب ، فقال : لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح : إن الله خلق عليا من نوري ، وخلقني من نوره ، وكلانا في نور واحد ، ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم إلى أصلاب طاهرة في أرحام زكية ، فما نقلت من صلب إلاّ ونقل علي معي ، فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع عليا خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.
وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له : المبرم بن دعيب بن الشقبان ، قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله إليه أبا طالب ، فلمّا أبصره المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثم قال له : من أنت؟
__________________
(١) مودة القربى. انظر ينابيع المودة : ٢٤٨.