لقد تمسّك محمّد بن عبد الله بن الحسن ابن الامام الحسن بن علي عليهماالسلام بقوله تعالى : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ... قال الرازي في تفسير الآية :
« تمسك محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، في كتابه الى أبي جعفر المنصور بهذه الآية في أن الامام بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو علي بن أبي طالب ، فقال : قوله تعالى ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) يدل على ثبوت الأولوية ، وليس في الآية شيء معين في ثبوت هذه الأولوية فوجب حمله على الكل إلاّ ما خصه الدليل ، وحينئذ يندرج فيه الامامة ، ولا يجوز أن يقال : إن أبا بكر كان من أولي الأرحام ، لما نقل أنه صلّى الله عليه وسلّم أعطاه سورة براءة ليبلّغها إلى القوم ، ثم بعث عليا خلفه وأمر بأن يكون المبلغ هو علي وقال : لا يؤديها إلاّ رجل مني ، وذلك يدل على إن أبا بكر ما كان منه.
فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية. والجواب ـ ان صحت هذه الدلالة ـ كان العباس أولى بالامامة ، لأنه كان أقرب إلى رسول الله من علي ، وبهذا الوجه أجاب أبو جعفر المنصور عنه » (١).
أقول : وعلى أهل السنة التسليم بهذا الاستدلال ، لأنهم يدّعون التمسك بأهل البيت ومتابعتهم ، قائلين بأن المراد من « أهل البيت » في حديث الثقلين وغيره هو الأعم من الأئمة الاثني عشر وأبنائهم ، كما يظهر صريحا من كلام الكابلي في ( الصواقع ) وكلام ( الدهلوي ) في الباب الرابع ، وجواب حديث الثقلين وغيرهما
__________________
(١) تفسير الرازي ١٥ / ٢١٣.