ولأمته ، وجعلت شرق الأرض وغربها مساجد لهم ومصلى لافتخارك بمحمّد ، ولذلك قال صلّى الله عليه وسلّم : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.
ويقال : كان نوره في تلك الجوهرة التي خلق الله تعالى منها الأرض تزهر كما تزهر الشمس إلى الأرض.
وهذا ما قاله صلّى الله عليه وسلّم : افتخر السماء والأرض فقالت السماء : أنا أفضل لأنه فيّ الصافّون وفيّ المسبّحون وفيّ العرش والكرسي. وقالت الأرض :
بل أنا أفضل ، لأنّه فيّ الأنبياء والصالحون ، ونورك ونجومك من نور محمّد صلّى الله عليه وسلّم وهو فيّ. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : فخصمتها بهذا أو مثل هذا » (١).
وفي بعض الأحاديث دلالة واضحة على أفضلية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكون اسمه مكتوبا على العرش :
قال أبو إسحاق الثعلبي : « أخبرنا أبو عمر محمّد الفريابي بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لما أعطي موسى الألواح نظر فيها. فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا من العالمين قبلي. قالَ : يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي ، فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، أي بقوة وجد ومحافظة تموت على حب محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
قال موسى : يا رب ومن محمّد؟
قال : أحمد الذي
أثبت اسمه |
|
على عرشي قبل أن
أخلق السماوات |
و الأرض بألفي عام ، وأنه نبيي وصفيي وخيرتي من خلقي ، وهو أحبّ إليّ من
__________________
(١) المنتقى في سيرة المصطفى ـ مخطوط.