لقد احتج أمير المؤمنين عليهالسلام على أبي بكر وأتباعه بنفس ما احتج به أبو بكر في السقيفة فخصم به الأنصار ... روى ذلك ابن قتيبة * المترجم له في : تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٠ والأنساب ـ الدينوري ، تذكرة الحفاظ ٢ / ١٨٥ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٨١ ووفيات الأعيان ١ / ٣١٤ ومرآة الجنان ٢ / ١٩٢ وبغية الوعاة ٢٩١ * حيث قال : « إباءة علي بن أبي طالب بيعة أبي بكر ـ ثم إن عليا أتي به أبو بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله. فقيل له : بايع أبا بكر. فقال : أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة بي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلّى الله عليه وسلّم وتأخذوه منا أهل البيت غصبا. ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكان محمّد منكم وأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الأمارة؟ فأنا احتج بمثل ما احتججتم على الأنصار ، نحن أولى برسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيا وميتا ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون بالله وتخافون الله وإلاّ فباءوا بالظلم وأنتم تعلمون.
قال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع.
فقال له علي بن أبي طالب : احلب حلبا لك شطره ، أشدد له اليوم يرده عليك غدا ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه.
فقال له أبو بكر : فإن لم تبايعني فلا أكرهك.
فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي : يا ابن عم إنك حديث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشد احتمالا واستطلاعا ، فسلم هذا الأمر لأبي بكر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق ، وحقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك.