وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب وسائر الأنبياء. تم كلامه.
وأقول : وهذا غير الهباء الذي قال في الفتوحات بعد وريقات : لمّا خلق القلم واللوح وسماهما العقل والروح ، وأعطى الروح صفتين علمه وعمله ، وجعل العقل لهما معلما ، خلق جوهرا دون النفس الذي هو الروح المذكور ، سماه الهباء ، قال الله تعالى : ( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) سمّاه به علي بن أبي طالب » (١).
أقول : هكذا جاء في النسخة الحاضرة من كتاب ( مصباح الأنس ) وقد أسقط فيه من عبارة الفتوحات كلمة « إمام العالم بأسره » وكذا جملة « الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين » ، وجعل بدل هذه الجملة كلمة « وسائر الأنبياء » عاطفا إيّاها على « علي بن أبي طالب ». وإن كنت في ريب من هذا التحريف فراجع نص كلام ابن عربي المتقدم سابقا.
لكنه ـ والحال هذه ـ يفيد المطلوب ، وهو كون أمير المؤمنين عليهالسلام أقرب الخلائق إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو أفضلهم من بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو المقدّم على الجميع ، لعدم جواز تقديم المفضول على الفاضل في شريعة من الشرائع.
ومن الغريب إعراض ( الدهلوي ) عن مفاد كلمات هؤلاء الأعلام من العرفاء والصوفيّة في هذا المقام ، وتشبثه بكلمات بعض مجاهيلهم في الجواب عن دلالة حديث ( التشبيه ) ، وسيأتي في محله ما فيه.
وكتاب ( مصباح الأنس ) من مرويّات الشيخ حسن العجيمي والشيخ ابراهيم الكردي ، وهما من كبار مشايخ شاه ولي الله والد ( الدهلوي ).
قال الكردي : « مصباح الأنس بين المعقول والمشهود في شرح مفتاح غيب
__________________
(١) مصباح الأنس ١٧٥.