الوصية ، فلمّا علم العباس عدم استحقاقه اعتذر عن ذلك ، ثم إن النبي جعل عليا وصيه ، ونص على أنه وزيره وخليفته من بعده ، وهذا النص الجلي والمحفوف بالقرائن القطعية لا يدع مجالا لأن يتوهم أحد خلافة العباس أبدا.
ومن الأدلة على أن أمير المؤمنين عليهالسلام وارث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حديث يوم الدار ، حيث نصّ فيه على ذلك بصراحة ، وقد استدل به علي عليهالسلام في جواب من سأله : لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال ولي الله الدهلوي « في كتاب الخصائص عن ربيعة بن ناجد : إن رجلا قال لعلي بن أبي طالب رضياللهعنه : لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال : جمع رسول الله ـ أو قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بني عبد المطلب فصنع لهم مدّا من طعام ، فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأن لم يمس ، ثم دعا بغمرة فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأن لم يمس ولم يشرب ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، وأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه وكنت أصغر القوم [ سنا ]. قال : اجلس ، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه ، فيقول : اجلس ، حتى كان في الثالثة ضرب بيده علي. ثم قال فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي ».
لقد قام الإجماع المحقق من الشيعة وغيرهم على عدم خلافة العباس ، فاحتمال كونه أولى بها من علي واضح البطلان.