فإن جمعه صلىاللهعليهوآلهوسلم بين حديث الشجرة وحديث مدينة العلم في سياق واحد يشعر بتفرع كونه باب مدينة العلم على كونه فرع الشجرة ، ويقتضي دلالة حديث الشجرة على أعلمية علي عليهالسلام كحديث النور.
الكنجي في ( الباب السادس والخمسون في تخصيص علي بكونه إمام الأولياء ) بسند فيه جماعة من الأعاظم عن ابن عباس : « قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي عز وجل فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، ويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنا لهم الله شفاعتي » (١).
دل على وجوب الاقتداء بالائمة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن الأئمة عترته وعلي أوّلهم ، وفيه تحذير للأمة من تكذيب فضلهم لئلا يقطعوا بذلك صلة الرسول ويحرموا من شفاعته يوم القيامة.
فليتأمل : ألا يشمل هذا الحديث المكذبين لحديث النور والمنكرين لدلالته؟
الكنجي في الباب المذكور بسنده عن أنس : « قال بعثني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له ـ وأنا أسمع ـ إن رب العالمين عهد
__________________
(١) كفاية الطالب : ٢١٤.