الكتب المستحسنة » (١).
وقال السيد محمّد گ يسو دراز ، العارف الشهير بتفسير قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) الآية ، بعد إيراد حديث النور بلفظ : « خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف سنة ، ثم ركّب الله ذلك النور في صلب آدم ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففيّ النبوة وفيه الخلافة » قال :
« وعليه قول الشاعر :
إني وإن كنت ابن
آدم صورة |
|
فلي فيه معنى
شاهد بأبوّتي |
وإليه أشار قول الله تقدس : ( ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ) كنت تتقلب في أصلاب آبائك الأنبياء وتتشكل بها تستفيض من فيضهم ، كلّ من الأنبياء اختص بما لا يفهم غيره ، بالعقل والحسن اجتمع عندك خصائص مائة ألف نبي وأربعين ألف ونيف ، حتى امتلأ جناب قلبك باللطائف والأنوار والمشاهدة والأسرار ، ولم يبق مساغ الازدياد ومكان الاستكثار ، جليناك عن تتق الأستار وأظهرناك عن كتم الأسرار لتتم مكارم الأخلاق ، إن النبوة تاج الأنبياء الأخيار وإنك درّة التاج يا سيّد الأحرار » (٢).
أقول : فهذا بعض مكارم سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على لسان هذا العارف الكبير ، وجميع ذلك ثابت لسيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام ، بدليل ( حديث النور ) وبمقتضى هذا الحديث يصدق في حقه قول الشاعر الذي استشهد به ، ويكون الامام عليهالسلام أفضل من آدم وسائر الأنبياء عليهم
__________________
(١) كتائب أعلام الأخيار من مذهب النعمان المختار ـ مخطوط.
(٢) الدر الملتقط ـ تفسير الآية.