لقد قال شاه ولي الله والد ( الدهلوي ) ما تعريبه : « قال الله عز وجل : ( قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً ).
أقول ... ثم سأل أيضا أنه يحتاج إلى من يعينه في أمر الرسالة ، وقد عبر عنه هنا بـ ( الوزير ) وفي موضع آخر بـ ( ردءا يصدقني ) فطلب بعد ذلك توفر ثلاث صفات في شخص الوزير الذي طلبه ، فأحدها ما دل عليه قوله ( من أهلي ) وهذه الصفة إنما لزمت من جهة شئون موسى الخاصة به ، إذ لم يوجد أحد يؤازره في ذلك سواه ، وليست هذه الصفة شرطا مطلقا بقرينة استخلاف موسى يوشع ، والخلافة أعظم من الوزارة.
ويشترط في الوزير أن يكون ذا قوة ومروءة وذا شأن عند أهل الحل والعقد ، ويشترط في الخليفة أن يكون ـ مضافا إلى ما تقدم ـ من عشيرة النبي بحيث يرجعان إلى أب واحد ، كي يكون الخليفة مكرما لدى الأمة ، ولذا لم يرسل الله عز وجل نبيا إلى بني إسرائيل إلاّ من أنفسهم من أسباط موسى أو غيره.
ولقد جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا المعنى شرطا في خلفائه إذ قال : الأئمة من قريش جريا على سنة الله عز وجل في أنبياء بني إسرائيل » (١).
أقول : ونحن نتمسك بما ذكره من اشتراط قرابة الخليفة من النبي ورجوعهما إلى أب واحد ، فبالنسبة إلى خليفة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم يشترط أن يكون خليفته من عشيرته أي من بني هاشم ، وحينئذ تثبت إمامة علي لأنه أفضل بني
__________________
(١) إزالة الخفا ٢ / ١٦٢.