ابن المثنى قال : حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد نسبّح الله عز وجل في يمنة العرش قبل خلق الدنيا ، ولقد سكن آدم الجنة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم نزل يقلّبنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة ، حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب ، فجعل ذلك النور بنصفين ، فجعلني في صلب عبد الله ، وجعل عليا في صلب أبي طالب ، وجعل فيّ النبوة والرسالة وجعل في علي الفروسية والفصاحة ، واشتق لنا اسمين من أسمائه ، فرب العرش محمود وأنا محمّد ، وهو الأعلى وهذا علي » (١).
وأبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي المتوفى سنة ٢٧٧ غني عن التعريف ، فلا حاجة إلى الإطناب في ذكر فضائله ، ونقل الكلمات في حقه ، بل نكتفي بنبذة
__________________
فتقدّمت إليها فقلت : لم تفعلين هذا؟ فقالت : يا عبد الله لا تسأل عما يعنيك ، قال : فوقع في خاطري من كلامها شيء ، فألححت عليها ، فقالت : يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف سرّي إليك. أنا امرأة علوية ولي أربع بنات يتامى ، مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا ، وقد حلّت لنا الميتة ، فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلى بناتي فنأكلها. فقلت في نفسي : ويحك يا ابن المبارك أين أنت من هذه!! فقلت : افتحي حجرك ، ففتحته ، فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت. قال : ومضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج ذلك العام ، ثم تجهزت إلى بلادي وأقمت حتى حج الناس وعادوا ، فخرجت أتلقى جيراني وأصحابي ، فجعلت كل من أقول له « قبل الله حجك وشكر سعيك » يقول : وأنت قبل الله حجك وشكر سعيك ، أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا ، وأكثر عليّ الناس في القول. فبت متفكرا في ذلك فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام وهو يقول : يا عبد الله لا تعجب ، فإنك أغثت ملهوفة من ولدي ، فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك في كلّ عام إلى يوم القيامة ، فإن شئت أن تحج وإن شئت أن لا تحج ».
(١) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ـ مخطوط.