من المقامات ، فلا يجوز لهم ـ والحال هذه ـ الاعراض عن هذا الاستدلال ، بل يجب عليهم الجواب عما ذكره الرازي في إبطاله.
هذا ، وقد ذكر أبو العباس المبرد وابن الأثير وابن خلدون نص كتاب محمّد ابن عبد الله المذكور وكتاب أبي جعفر المنصور إليه ... (١) وقد ذكرناهما في مجلد حديث ( الغدير ).
لقد كان العباس من القائلين بخلافة أمير المؤمنين ، فإنه الذي قال له بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم « أمدد يدك أبايعك ». وهذا صريح في اعتقاده بأن عليا عليهالسلام هو الأولى بها من نفسه وغيره ...
وكلام العباس هذا في غاية الشهرة ، بل ذكره جماعة من متكلّمي أهل السنة في مقام الرد على الامامية ... قال الفضل بن روزبهان في ردّ العلاّمة : « مذهب أهل السنة والجماعة أن الامام بالحق بعد رسول الله أبو بكر الصديق ، وعند الشيعة علي المرتضى كرم الله وجهه ورضي الله عنه. ودليل أهل السنة وجهان : الأول : إن طريق ثبوت الامامة إما النص أو الإجماع بالبيعة ، أمّا النص فلم يوجد لما ذكرنا ولما سنذكر ونفصّل بعد هذا ان شاء الله تعالى ، أما الإجماع فلم يوجد في غير أبي بكر اتفاقا من الأمة.
الوجه الثاني : إن الإجماع منعقد على حقية إمامة أحد الثلاثة أبي بكر وعباس وعلي ، ثم إنهما لم ينازعا أبا بكر ، ولو لم يكن على الحق لنازعاه كما نازع علي معاوية ، لأن العادة تقضي بالمنازعة في مثل ذلك ، ولأن ترك المنازعة مع الإمكان مخل بالعصمة ، إذ هو معصية كبيرة يوجب انثلام العصمة وأنتم توجبونها في الامام
__________________
(١) الكامل للمبرد ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٩١ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٥٣٦ ، تاريخ ابن خلدون المجلد الثالث ٤٠٧.