مدفوع ، بأنّها لو كانت كذلك محصّل العلم به مع الالتفات إليه والتّفتيش عن حالة ، وإلّا فمن أين يعلم بوجوده ، مع إنّا لا نحصل العلم به بعد الفحص عن حالة فيكشف هذا عن عدمه ، ومن الواضح أن صحّة الاستعمال كذلك إمارة الوضع للخطاب الإيقاعي الإنشائي لا الحقيقي. نعم لا يبعد دعوى ظهورها انصرافا الثّاني ما لم يمنع عنه مانع كما إنّه موجود غالبا في كلمات الشّارع ، لوضوح عدم اختصاص أحكام مثل : يا أيّها النّاس ، بحاضرين مجلس الخطاب ، بل يعم غيرهم بلا إرتياب ولأجل ما ذكرنا توهّم اختصاص الوضع بالثّاني وهو اشتباه نشأ من اشتباه المفهوم بالمصداق ، وقد وقع نظيره كثيرا في كلمات غير واحد من الإعلام ، وقد نبهنا على جملة منها في المباحث السّابقة في غير مقام ، منها ما تقدّم في مباحث الأمر والنّهي من توهّم استعمالهما في معاني كثيرة من الإهانة والتّعجيز والسّخريّة ونحوها ممّا عدوّه من المعاني ، وقد حقّقنا أن الموضوع له فيهما هو الطّلب الإيقاعي الإنشائي وأن تلك الأمور من قبيل الدّواعي لا المعاني ، وحيث أنّهما ظاهران في الطّلب الحقيقي انصرافا ، فلذا توهّموا أن الإهانة ونحوها من الدّواعي للطّلب الإيقاعي الإنشائي من المعاني ، ومنها ما تقدّم أيضا في حروف الاستفهام والتّرجي والتّمني حيث توهّم أن استعمالها في غير حقايق هذه المعاني يكون مجازا ، ولذا عدوّا لكلّ واحد منها معاني كثيرة والتزموا بانسلاخها عن معانيها الحقيقة عند استعمالها في كلماته تبارك وتعالى ، وقد نبهنا أيضا أن هذا أيضا من قبيل اشتباه المفهوم بالمصداق فإنّها موضوعة للاستفهام والتّرجي والتّمني الإيقاعي الإنشائي ، وأن هذه الأمور المعدودة من المعاني لها من قبيل الدّواعي لهذا المعنى الإيقاعي الإنشائي وهو إنّما وقع في هذا الموارد ، ولذا اشتبه المفهوم بالمصداق أي المورد.