الأمر الخامس
الالفاظ موضوعة لمعانيها
من حيث هي هي لا من حيث كونها مرادة
لا ريب في أن الالفاظ موضوعة لمعانيها من حيث هي هي لا من حيث كونها مرادة بأن يكون الارادة من مقوماتها ومأخوذة فيها شطرا أو شرطا ، وكذلك المعاني المستعمل فيها الالفاظ هي ذواتها لا من حيث مرادة للافظيها ، لأن إرادة المعنى وضعا أو استعمالا إنّما تكون من مقومات الوضع أو الاستعمال كما عرفت سابقا ، فلا يعقل أخذها قيدا أو جزء للموضوع له أو المستعمل فيه لتأخر مرتبة (١) كونه موضوعا له أو مستعملا فيه عن مرتبة إرادة الوضع له أو الاستعمال فيه ، نعم يمكن ذلك بارادة اخرى سوى تلك الارادة حين الوضع أو الاستعمال ، ومن الواضح عدمهما خارجا فلا يكون الموضوع له ولا المستعمل فيه إلّا ذوات المعاني مجردة عن كونها مرادة. نعم يصح أن يحمل المراد عليها بالحمل الشائع الصّناعي بأن يقال أن المعاني مراد للمتكلّم أو الواضع ، ولا يقتضي هذا كون الارادة مأخوذة فيها كما لا يخفى.
__________________
(١). وأقول الاولى أن يقال لتوقف صيرورته موضوعا له أو مستعملا فيه على تصوره وإرادته ليوضع له أو مستعمل فيه اللفظ ، لمحرره.