مواساة الفقراء والإحسان إليهم ، وذكر ما يترتب عليه من الأجر الجزيل عند الله.
وعد من المواساة الكلمة الطيبة التي يقدمها الإنسان المسلم لأخيه المسلم ، فإذا لم يكن لديه مالا يساعد به المحتاجين فيمكن مساعدتهم بيده ، وإذا تعذر عليه ذلك فباستطاعته مساعدتهم ومواساتهم بفكره ، بكلمة طيبة تفيدهم وتهديهم وتطيب خاطرهم. وقد عد هذا الأمر واجب شرعي على المسلمين.
٣ ـ وقال الإمام عليهالسلام : « من بات شبعانا وبحضرته مؤمن جائع طاو فإن الله تعالى يقول لملائكته : اشهدوا على هذا العبد ، أمرته فعصاني ، وأطاع غيري ، فوكلته إلى عمله ، وعزتي وجلالي لا غفرت له أبدا .. » (١).
في هذا الحديث تأكيد صريح على عاتق كل مسلم تجاه إخوانه في الإيمان ، فعليه أن يشعر معهم في محنهم ومصائبهم وحرمانهم في مجتمعهم الظالم الذي كان يحكمه حكام طغاة.
كما يمكن أن نعد هذا الحديث وأمثاله مما أثر عن أئمة أهل البيت (ع) من العناصر الرئيسية في بناء التكافل الاجتماعي الذي أسسه الإسلام ، ليقضي بصورة جازمة على الفقر والحرمان في المجتمع الإسلامي.
٤ ـ ولم يكتف الإسلام بحث المسلمين على مساعدة إخوانهم في الدين ، بل يحاسبهم على تقصيرهم إذا ما حصل. قال الإمام زين العابدين عليهالسلام : « من أطعم مؤمنا حتى يشبع ، لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل إلا الله رب
__________________
(١) زين العابدين للقرشي عن عقاب الأعمال ، ص ٣٠.