العالمين .. وأضاف عليهالسلام : « من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ، ثم تلا قوله تعالى : ( أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) (١).
إن إطعام الجائع ودفع السغب عنه ضرورة إسلامية ملحة يسأل عنها الإنسان المسلم ويحاسب عليها ، وبصورة خاصة إذا كان الفقير بحاجة ماسة إلى الطعام.
فمساعدة المعوزين توطد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتحيي في نفوسيهم المحبة ، مصدر كل خير وعطاء. ثم يمكن اعتبار ما ينفق على المحتاجين في هذا المجال من الصدقات والصدقة زكاة وهي ركن أساسي من فروع الدين الإسلامي. من هنا كان الواجب الشرعي يقضي على المسلمين المؤمنين مساعدة إخوانهم وقضاء حوائجهم.
٥ ـ وفي ذلك قال الإمام السجاد عليهالسلام : « من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، وأيما مؤمن كسى مؤمنا من عري ، لم يزل في ستر الله وحفظه ما بقيت منه خرقة .. » (٢).
يحرص الإسلام كل الحرص على شد أزر المسلمين وتضامنهم صفا واحدا لدرء الظلم عنهم والوقوف في وجه الظالمين ، والمنحرفين ، وليس لهم ذلك إلا بمساعدتهم لبعضهم البعض وسد حاجات إخوانهم في الإيمان مهما كانت المساعدات بسيطة.
__________________
(١) البلد ، الآية ١٢ ـ ١٣ ـ ١٤. والسغبان : الجائع.
(٢) المؤمن ، ص ١٩ للحسين بن سعيد الأهوازي من مخطوطات السيد الحكيم تسلسل ١٩٦ ، وقد قامت بتحقيقه ونشره مدرسة الإمام المهدي في قم ( عج ) سنة ١٤٠٤ ه ـ وقد ورد هذا الحديث تحت رقم ١٥٩ ، ص ٦٢. راجع زين العابدين للقرشي ، ص ٨١.