٦ ـ صلة الأرحام :
دعا الإسلام إلى صلة الأرحام وحث المسلمين على العلم بها وحذر من قطيعتها وذلك لما يترتب عليها من التواصل والمحبة إذا وصلت ، ومن المضاعفات السيئة إذا قطعت ، والإمام زين العابدين (ع) حث على صلة الأرحام فقال : « من سره أن يمد الله في عمره ، وأن يبسط له في رزقه ، فليصل رحمه ، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول : يا رب صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى سفل قعر في النار .. » (١).
لقد تواترت الأخبار عن الأئمة المعصومين عليهمالسلام في الحث على صلة الأرحام ، فالذي يصل رحمه يمد الله في عمره ، ويزيد في رزقه ويكسب الأجر الجزيل في الدار الآخرة. وصلة الأرحام توجب تماسك المجتمع وشيوع المحبة والمودة والصفاء بين المسلمين ، وذلك من أهم ما يدعو إليه الإسلام.
إن هذه المبادىء الإنسانية الرفيعة التي دعا إليها الإسلام ورفع شعارها تمثل الجوهر الحقيقي له ، ولو طبقها المسلمون على واقع حياتهم لأصبحوا سادة الأمم وقادة الشعوب ولساد الأمن والأمان والسلم والسلام على الدنيا بأسرها.
الإسلام دين إنساني يراعي مصالح الإنسان في كل مكان ليعيش عيشة حرة كريمة ، ويعمل على تنوير بصائر الناس ليكسبوا أجر الدارين الدنيا والآخرة. فهل يفقه المسلمون جوهر إسلامهم اليوم؟ وهل يعقلوا أن بعدهم عن الوحدة الإسلامية يعني بعدهم عن الخط الإسلامي الذي رسمه لهم النبي الأكرم في دعوته المباركة؟ إن عزة المسلمين تكمن في تعاونهم على البر والتقوى ، وفي تآلفهم ورص صفوفهم صفا واحدا ليستطيعوا
__________________
(١) البحار واللسان الذلق : اللسان الفصيح.