صالح من قراءة الكتاب ونزل قال : أرى سجية رجل مظلوم أخّروا أمره وأنا أراجع أمير المؤمنين فيه ، وكتب صالح إلى الوليد في ذلك ، فكتب إليه الوليد وأطلقه (١).
والولاة كانوا يأتمرون بأمر الملوك ، فكانوا يؤذون الإمام زين العابدين (ع) ويتفننون في إيذائه ، ثم إذا انقلب الزمان عليهم ودارت دائرتهم ، فأخرجوا من إمارتهم أو انتصر عليهم غيرهم وتمكن منهم ... كان جواب الإمام (ع) الصفح عنهم وعدم التعرض إليهم مع أذاهم وتهديدهم ...
« كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن الحسين في إمارته ، فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للنّاس فقال : ما أخاف إلا من علي بن الحسين ، فمر به علي بن الحسين وقد وقف عند دار مروان ، فتقدم إلى خاصته ألا يعرض أحد منكم بكلمة ، وقال له (ع) : أنظر إلى ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منا ومن كل من يطيعنا. فنادى هشام : الله أعلم أين يجعل رسالته » (٢).
* * *
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٦ ، ص ١١٤. عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٨٩ طبع النجف.
(٢) المصدر نفسه ، ج ٤٦ ، ص ٩٤. عن الطبري ج ٨ ، ص ٦١.