هذه العترة الطاهرة تبدأ بأمير المؤمنين (ع) وتختتم بالإمام المهدي (ع) اثنا عشر خليفة معصوما. وجدير بنا أن نرجع إليهم آخذين بتعاليمهم ، متبعين لأوامرهم ، لنحقق ما نصبو إليه من خير وسعادة.
وهذه مختارات من كلمات كبار العلماء في الإمام السجاد علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهماالسلام.
١ ـ قال علي بن عيسى الأربلي : « فإنه عليهالسلام الإمام الرباني ، والهيكل النوراني ، بدل الأبدال وزاهد الزهاد ، وقطب الأقطاب ، وعابد العباد ، ونور مشكاة الرسالة ونقطة دائرة الإمامة ، وابن الخيرتين (١) والكريم الطرفين قرار القلب ، وقرة العين ، علي بن الحسين.
وما أدراك ما علي بن الحسين : الأواه الأواب ، العامل بالسنة والكتاب ، الناطق بالصواب ، ملازم المحراب ، المؤثر على نفسه ، المرتفع في درجات المعارف ، فيومه يفوق على أمسه ، المنفرد بمعارفه ، الذي فضل الخلائق بتليده وطارفه ، وحكم في الشرق فتسنم ذروته ، وخطر في مطارفه وأعجز بما حواه من طيب المولد ، وكرم المحتد ، وزكاء الأرومة ، وطهارة الجرثومة ، عجز عنه لسان واصفه ، وتفرد في خلواته بمناجاته ، فتعجبت الملائكة من مواقفه ، وأجرى مدامعه خوف ربه (٢).
٢ ـ وقال الواقدي : كان من أورع الناس وأعبدهم وأتقاهم لله عز وجل ، وكان إذا مشى لا يخطر بيديه (٣).
٣ ـ وقال سفيان بن عينية : ما رأيت هاشميا أفضل من زين العابدين
__________________
(١) ابن الخيرتين : لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « إن لله تعالى من عباده خيرتان : فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ». راجع : وفيات الأعيان ، ج ٢ ، ص ٤٣١.
(٢) كشف الغمة ، ص ٢٠٩.
(٣) البداية والنهاية ، ج ٩ ، ص ١٠٤.