يدعو الإمام (ع) إلى طاعة الله تعالى ، وطاعة أئمة الحق والهدى الذين يهدون الناس إلى الصراط المستقيم ويهدونهم إلى سبل النجاة ، والذين يمثلون إرادة الأمة ووعيها ، ويحققون لها جميع ما تصبو إليه من العزة والحرية والكرامة. كما دعا عليهالسلام إلى التمرد على أئمة الجور الظالمين وعدم الركون إليهم أو التعاون معهم. لأن التعاون كما أراده تعالى ، هو مع البررة الأتقياء وليس مع الفجرة السفهاء. ( وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ) [ المائدة : الآية ٢ ].
ثم يتابع عليهالسلام : « واعلموا أن الله لا يصدق كاذبا ولا يكذب صادقا ، ولا يرد عذر مستحق ، ولا يعذر غير معذور ، بل لله الحجة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل ، فاتقوا الله واستقبلوا من إصلاح أنفسكم ، وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها ، لعل نادما قد ندم على ما فرط بالأمس في جنب الله وضع من حق الله ، واستغفروا الله وتوبوا إليه فإنه يقبل التوبة ، ويعفو عن السيئات ، ويعلم ما تفعلون ، وإياكم وصحبة العاصين ، ومعونة الظالمين ، ومجاورة الفاسقين ، احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم ، واعلموا أنه من خالف أولياء الله ، ودان بغير دين الله ، واستبد بأمره دون أمر ولي الله ، في نار تلهّب ، تأكل أبدانا ، قد غابت عنها أرواحها ، وغلبت عليها شقوتها ، فهم موتى لا يجدون حر النار ، فاعتبروا يا أولي الأبصار ، واحمدو الله على ما هداكم ، واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة لله إلى غير قدرته ، وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشرون ، فانتفعوا بالعظة ، وتأدبوا بآداب الصالحين » (١).
حث المؤمنين (ع) على تقوى الله وطاعته لأنهما أساس سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة فبهما يستقيم سلوكه ويكون محترما كريما بين
__________________
(١) تحف العقول ، ص ٢٥٢ وما بعدها. وأمالي المفيد ، ص ١١٧. وروضة الكافي ، ص ١٣٨.