قاعدة كلّ مسكر مائع بالأصالة فهو نجس *
ومن القواعد الفقهيّة المشهورة قاعدة « كلّ مسكر مائع بالأصالة نجس وحرام شربه ».
وفيها جهات من البحث :
الجهة الأولى
في بيان المراد منها
فنقول : أما « المسكر » فقد اختلف كلمات الفقهاء واللغويّين في شرح مفهومه ، فقال في القاموس : سكر كفرح ، ثمَّ يذكر مصادر هذا الفعل ، ثمَّ يفسّره بأنّه نقيض صحى (١) ، ثمَّ يأتي في مادة الصحو ويقول الصحو : ذهاب الغيم والسكر (٢) ، وهو عجيب ؛ لأنّه يحيل معرفة كلّ واحد منهما إلى معرفة الآخر ، وهذا دور إن كان مراده من هذا التفسير لهما تعريفهما ، ومثل هذا الأمر في كلام اللغويين كثير.
وقال في لسان العرب : السكران خلاف الصاحي ، والسكر نقيض الصحو ، والسكر ثلاثة : سكر الشاب ، وسكر المال ، وسكر السلطان (٣).
وفي قوله تعالى : ( وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ
__________________
* « مستقصى مدارك القواعد » ص ١٠٠.
(١) « القاموس المحيط » ج ٢ ، ص ٤٥ ( سكر )
(٢) « القاموس المحيط » ٤ ، ص ٥٠٧ ( صحر )
(٣) « لسان العرب » ج ٤ ، ص ٣٧٢ ( سكر )