٢
المعاد الجسماني عند الخواجة نصير الدين الطوسي
١. المنهج العلمي للخواجة في التحقيق
المعاد کما بينا معناه اللغوي والاصطلاحي في الفصل الأول ، حيث قلنا فيه : إنه يقصد به المصير والمرجع ، ويطلق أحياناً على المعنى المصدري بمعنى العود والرجوع ، ويطلق أيضاً على اسم زمان العود ، فيکون اسم زمان ، وکما يطلق على المکان ، فيکون اسماً للمکان الذي يعاد فيه ، والذي يهمنا في هذا البحث هو المعاد ـ بالضم ـ الذي يعني به نفس الشيء الذي يقع متعلقاً للرجوع ، وبعبارة أخرى : ما له المعاد ، ولکن قبل أن نذکر دليل الخواجة على إثباته ، کان علينا أن نبين المنهج والأسلوب العلمي المتبع من قبله عند تحقيقه لهذه المسألة وغيرها من المسائل الکلامية الأخرى ، باعتباره أول شخصية علمية دينية إمامية دمجت بين الأسلوب الکلامي والأسلوب الفلسفي ، بعدما کان على طرفي النقيض کما يراه غيره من علماء الکلام الآخرين ، وبعد ما تبيين لنا سابقاً الفرق بين الأسلوب الکلامي والأسلوب الفلسفي ، نحاول هنا أن نبيّن المنهج العلمي والتحقيقي عند الخواجة