تعالى ببيانات واضحة وقواعد صحيحة برهانية مبناها على أن لا معطل في الطبيعة ولا ساکن في الخليقة ، فالکل متوجه نحو الغاية المطلوبة إلا أن حشر کل أحد إلى ما يناسبه ويجانسه ، فللناس والشياطين والحيوانات والنباتات حشر کل بحسبه ، کما قال تعالى في حشر أفراد الناس : ( يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ المُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ) ، (١) وفي شياطين : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ) ، (٢) وفي الحيوانات : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) ، (٣) ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ) ، (٤) وفي النبات : ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ) ، (٥) وقوله تعالى : ( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ... وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) ، (٦) وفي الجميع : ( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ) ، (٧) وقوله : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) ، (٨) وقوله تعالى : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ). (٩)
٧. في الإشکالات التي ترد على الاستدلال
نرى من الضروري ان نذکر بعض الاعتراضات والإشکالات التي أوردها بعض علماء الإسلام وأساتذة البحث الفلسفي والکلامي على البرهان العقلي الذي قدمه صدرالمتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي في باب إثبات المعاد الجسماني ، فالبعض يشکل على شکل وهيئة القياس ، والبعض الآخر يشکل على نتيجة البرهان ، فإنه لا يراها تتناسب مع النتيجة القرآنية التي صرح بها في الذکر الحکيم ،
ــــــــــــــــ
١. مريم ، ٨٥ ، ٨٦.
٢. مريم ، ٦٨.
٣. التکوير ، ٥.
٤. ص ، ١٩.
٥. الرحمن ، ٦.
٦. الحج ، ٥ ـ ٧.
٧. الکهف ، ٤٧ ، ٤٨.
٨. مريم ، ٤٠.
٩. الأنبياء ، ١٠٤.