ـ بنحو لا ريب فيه ـ أن فلسفة صدرالمتألهين تعد منظومة فلسفية منظّمة ومبتکرة ، ولا يعقل أن تتحقق مثل هذه المنظومة من خلال الجمع ما بين منظومات مختلفة ). (١)
ويقول السيد الأستاذ کمال الحيدري في هذا الصدد : ( على هذا الأساس نستطيع القول : إن المدرسة الفلسفية التي وضع أسسها صدرالمتألهين لم تکن تلفيقاً ولا هي اقتباس من الآخرين ؛ لأننا عندما نقف على الأصول والقواعد التي نقحها وبرهن عليها نجدها على أقسام :
الأول : إن بعض تلک القواعد لم تکن مطروحة في کلمات السابقين عليه من الفلاسفة والعرفاء والمتکلمين ، وإنما طرحت لأول مرة.
الثاني : کان قسم منها مذکوراً في کلمات السابقين ، ولکنه کان مرفوضاً لعدم قيام البرهان عليه.
الثالث : إن هناک جملة من المسائل ورد ذکرها في کتب العرفاء السابقين عليه ، إلا أنها کانت تفتقر إلى الدليل العقلي الذي يثبتها ). (٢)
٢. طبيعة الترتيب بين الأرکان الثلاثة في نظريته
من الضروري أن نبيّن طبيعة الترتيب بين هذه الأرکان الثلاثة حتى لا يبقى بعد ذلک إشکال في المسألة ؛ لأنه من الطبيعي أن يتبادر للبعض اختيار نوع خاص من الترتيب ، ويحمله على أنه مراد ملاصدرا ، في الوقت الذي قد لا يکون کذلک ، فيجب علينا أن نبين هذا الأمر ، فقد يراها عنده مترتبة بنحو الترتيب العرضي ، بمعنى أنها لم يکن بينها نوع ترتيب يکشف عن أهمية تقدم بعضها على بعض ، في حين لو کان بينها ترتب طولي فإن ذلک يکشف عن أهمية المتقدم منها على المتأخر ، ومنها نطرح السؤال التالي : ما هو نوع الترتيب بينها ؟
ــــــــــــــــ
١. الشهيد مرتضي المطهري ، مقالات فلسفي ( بالفارسية ) ، ج ٢ ، ص ٧٥.
٢. کمال الحيدري ، دروس في الحکمة المتعالية في شرح بداية الحکمة ، ج ١ ، ص ٩٠.