ونحوها من الأمور التي تعرض سلامة الإنسان المسلم وكرامته إلى الخطر ، ومن هنا ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام في وصفها بأنّها : « .. حرز لمن أخذ بها ، وتحرّز من التعريض للبلاء في الدنيا » (١).
كما تحفظ بالتقيّة حقوق المؤمنين ، وقد جمع هذه الفوائد قول أمير المؤمنين علي عليهالسلام : « التقيّة من أفضل أعمال المؤمن ، يصون بها نفسه واخوانه من الفاجرين » (٢) وعلى هذا تكون التقيّة صدقة على النفس والإخوان ، وفي الحديث المروي عن الإمام العسكري عليهالسلام : « .. إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه واخوانه » (٣).
٢ ـ التقيّة صمود بوجه الباطل ، كما يفهم من وصفها بأنّها سلاح المؤمن ، وترسه وحرزه ، وليست تخاذلاً أو تراجعاً ، فهي أشبه ما تكون بالانسحاب الهادف إلى التحيز إلى جهة المؤمنين لتقوية شوكتهم ، وخير مايدل على ذلك صمود عمار بن ياسر على الحق ثم انسحابه الهادف الذي وفّر عليه فرصة الاشتراك مع اخوانه المؤمنين في ميادين الحق ضد الباطل ابتداء من بدر الكبرى بقيادة أشرف المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واختتاماً بصفين تحت لواء أمير المؤمنين عليهالسلام.
ولولا تقيته لما عرف له دور في قتال المشركين ، والناكثين ، والقاسطين.
فالتقيّة إذن من عوامل تقوية الدين ، وقد جاء في حديث الإمام
____________
(١) مشكاة الأنوار / سبط الطبرسي : ٤٢. وعنه في مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٥٦ / ١٣ باب ٢٣ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ٧ : ٣٢١ / ١٦٤.
(٣) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ٧ : ١٤٢.