المطالب العالية (١) ، كما أخرجها الطبري في تفسيره من طريق وكيع (٢).
وقد عرفت أن في هذا الحديث تصريحين من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحدهما : ان المقتول كان مؤمناً يكتم ايمانه خوفاً من الكفار ، وهذا هو عين التقيّة.
والآخر : إنّ القاتل وهو المقداد كان حاله بمكة كحال المقتول.
وهو حديث البخاري الذي أخرجه بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رحمهالله قال : (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « مَنْ لكعب بن الأشرف فإنّه قد آذى اللهَ ورسولَهُ ؟ فقام محمد بن مَسْلَمَةَ ، فقال : يا رسول الله ! أتُحبُّ أنْ أقتُلَهُ ؟ قال : نعم. قال فأذنْ لي أنْ أقول شيئاً. قال : قل.
فأتاه محمد بن مسلمة ، فقال : إنّ هذا الرجلَ قد سألنا صدقةً وإنّه قد عنانا ، وإني قد أتيتك استسلفك.. الخبر) (٣).
ثم ذكر البخاري تمام القصة التي انتهت بقتل ابن الأشرف على يد محمد بن مسلمة وجماعته من الصحابة الذين أرسلوا معه.
وفي أحكام القرآن لابن العربي ، أن الصحابة الذين كلّفوا بقتل ذلك الخبيث ، وكان محمد بن مسلمة من جملتهم ، أنهم قالوا : (يا رسول الله أتأذن لنا أن ننال منك ؟) فأذن لهم (٤).
____________
(١) المطالب العالية / ابن حجر ٣ : ٣١٧ / ٣٥٧٧ في باب تفسير سورة النساء الآية : ٩٤.
(٢) تفسير الطبري ٥ : ١٤٢ ، في تفسير الآية ٩٤ من سورة النساء.
(٣) صحيح البخاري ٥ : ١١٥ ، باب قتل كعب بن الأشرف.
(٤) أحكام القرآن / ابن العربي المالكي ٢ : ١٢٥٧.