الحديث الخامس : في تقية المؤمن الذي كان يخفي إيمانه وقتله المقداد :
وهو ما رواه الطبراني ، بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : (بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سرية فيها المقداد بن الأسود ، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا ، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، فأهوى إليه المقداد فقتله ، فقال له رجل من أصحابه : قتلت رجلاً قال : لا إله إلّا الله ، والله ليذكرن ذلك للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلما قدموا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قالوا : يا رسول الله ! إنَّ رجلاً شهد أن لا إله إلّا الله فقتله المقداد ؟ فقال : « ادعوا لي المقداد ، فقال : يا مقداد قتلت رجلاً قال : لا إله إلّا الله ، فكيف لك بـ (لا إله إلّا الله ) ؟ قال : فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) (١).
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كان رجلاً مؤمناً يخفي إيمانه مع قوم من الكفار فقتلته ، وكذلك كنت أنت تخفي ايمانك بمكة » (٢).
وقصة نزول هذه الآية أوردها البخاري مختصرة في صحيحه بسنده عن عطاء ، عن ابن عباس أيضاً ، ولم يذكر فيها المقداد بل جعل القاتل هو جماعة المسلمين (٣).
وأخرجها بلفظ الطبراني الحارث بن أبي اُسامة في مسنده كما في
____________
(١) سورة النساء : ٤ / ٩٤.
(٢) المعجم الكبير / الطبراني ١٢ : ٢٤ ٢٥ / ١٢٣٧٩.
(٣) صحيح البخاري ٦ : ٥٩ ، كتاب التفسير ، باب سورة النساء.