« وقال مصعب ، عن الدراوردي ، قال : لم يرو مالك عن جعفر ، حتى ظهر أمر بني العباس » (١).
وقد صرّح أمين الخولي (ت / ١٣٨٥ هـ) ، بان امتناع مالك بن أنس من الرواية عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام في عهد الامويين ، إنّما هو بسبب خشيته منهم (٢).
وأما عن تقيته من العباسيين فهي كنار على علم لا تخفى على معظم الباحثين المطلعين على حياته في ظل الدولة العباسية.
فقد كان مؤيداً لثورة محمد بن عبدالله وأخيه إبراهيم على المنصور العباسي ولكن سرعان ما تم توطيد العلاقة بينه وبين المنصور نفسه بفضل التقيّة حتى أصبح ذلك الرجل الناقم على المنصور جبروته وطغيانه والمفتي بالخروج عليه والمحث على خلع بيعته ، هو نفسه كما جاء في مقدمة تحقيق كتابه الموطأ الرجل الذي يأمر بحبس من يشاء ، أو يضرب من يريد وفي دولة المنصور نفسه (٣).
المبحث الثالث
صور التقيّة في فقه العامّة
الأحكام الشرعية الفرعية : إمّا عبادات كالصوم والصلاة ، أو معاملات.
والمعاملات : إمّا أن تكون عقوداً مثل البيع والشراء ، أو ايقاعات
____________
(١) ميزان الاعتدال ١ : ٤١٤ / ١٥١٩.
(٢) مالك بن أنس / أمين الخولي : ٩٤ ، ط ١ ، القاهرة / ١٩٥١ م.
(٣) راجع مقدمة تحقيق كتاب الموطأ ، ط ١ ، دار القلم ، بيروت / ١٣٨٢ هـ. مؤسسة آل البيت.