تختلف إلينا ، أنّي لا أراه ؟!
قال المنصور : أجل ، ولكن تحلف لي ليطمئن قلبي !! قال عمرو : لئن كذبتك تقية ، لأحلفنَّ لك تقية. قال المنصور : والله ، والله ، أنت الصادق البر » (١).
أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن سفيان بن وكيع قال : « جاء عمر بن حماد بن أبي حنيفة فجلس إلينا ، فقال : سمعتُ أبي حماد يقول : بعث ابن أبي ليلى إلى أبي حنيفة فسأله عن القرآن ؟ فقال : مخلوق. فقال : تتوب وإلّا أقدمت عليك ؟ قال : فتابعه فقال : القرآن كلام الله.
قال : فدار به في الخلق يخبرهم أنّه قد تاب من قوله : القرآن مخلوق.
فقال أبي : فقلت لأبي حنيفة : كيف صرت إلى هذا وتابعته ؟
قال : يا بني خفت أن يقدم عليَّ فاعطيته التقيّة » (٢).
ولعدم جدوى الاكثار من صور التقيّة القولية سنكتفي في اختتام هذا المبحث بما قاله الشيخ مرتضى اليماني بهذا الصدد فيما نقله عنه جمال الدين القاسمي في تفسيره.
قال : « وزاد الحق غموضاً وخفاءً أمران :
أحدهما : خوف العارفين مع قلتهم من علماء السوء ، وسلاطين الجور
____________
(١) تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي ١٢ : ١٦٨ ـ ١٦٩ / ٦٦٥٢ في ترجمة عمرو بن عبيد المعتزلي.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ / ٧٢٩٧ في ترجمة أبي حنيفة تحت عنوان (ذكر الروايات عمن حكى عن أبي حنيفة القول بخلق القرآن).