يقول : « وأي شيء أقرُّ لعيني من التقيّة ، إنّ التقيّة جُنّة المؤمن » (١).
١٤ ـ التقيّة الكتمانية تجلب للمؤمن عزّاً في دنياه ونوراً في آخرته ، فعن الإمام الصادق عليهالسلام : « من كتم أمرنا ولا يذيعه أعزّه الله في الدنيا وجعل له نوراً بين عينيه يقوده إلى الجنّة » (٢).
١٥ ـ التقيّة المداراتية وسام للمتقي بعدم التعصب ، بخلاف من يزعم الموضوعية ويجعل المداراة في حقل النفاق ، فهذا هو عين النفاق والتعصب والخروج عن الموضوعية ، بل هو الكفر بعينه بعد ثبوت مداراة أشرف الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم لقومه كما مرّ في صحاح القوم ومسانيدهم.
١٦ ـ في التقيّة يُميّز أولياء الله من أعدائه لعنهم الله ، ولولاها ما عرف هذا من ذاك ، قال سيد الشهداء الإمام الحسين السبط عليهالسلام : « لولا التقيّة ما عرف ولينا من عدونا » (٣).
١٧ ـ ومن فوائد التقيّة أنّها توجب تعظيم الناس للمتقي ، نظراً لاحسانه لهم بالمداراة ، والمعاشرة الطيبة معهم وإن خالفوه في فكره وعقيدته ، وقد كان سيد الساجدين الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ، مشهوراً بمداراة أعدائه حتى عظم في عيونهم وانتزع منهم على رغم
____________
(١) اُصول الكافي ٢ : ٢٢٠ / ١٤ باب التقيّة.
(٢) مشكاة الأنوار / سبط الطبرسي : ٤٠ ، وقد ورد في هذا المعنى أحاديث أُخر أنظرها في : كتاب الغيبة / النعماني : ٣٨ / ١٢. وبصائر الدرجات / الصفار : ٤٢٣ / ٢. ومختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله / حسن بن سليمان الحلي : ١٠١. ودعائم الإسلام / القاضي النعمان ١ : ٥٩. واُنظر باب ٢٤ في الوسائل وباب ٣٢ في مستدركه ، من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(٣) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ٣٢١ / ١٦٥.