ذلك وحلف بأنّه ما آواه ولا يعلم له مكاناً (١).
قال ابن الجوزي الحنبلي : خرج واصل بن عطاء يريد سفراً في رهط ، فاعترضهم جيش من الخوارج فقال واصل : « لا ينطقن أحد ودعوني معهم ، فقصدهم واصل ، فلمّا قربوا بدأ الخوارج ليُوقِعوا.
فقال : كيف تستحلّون هذا وما تدرون من نحن ، ولا لأي شيءٍ جئنا ؟ فقالوا : نعم ، من أنتم ؟ قال : قوم من المشركين جئناكم لنسمع كلام الله.
قال : فكفوا عنهم ، وبدأ رجل منهم يقرأ القرآن ، فلما أمسك قال واصل : قد سمعت كلام الله ، فأبلغنا مأمننا حتى ننظر فيه وكيف ندخل في الدين ! فقال : هذا واجب ، سيروا.
قال : فسرنا والخوارج والله معنا يحموننا فراسخ ، حتى قربنا إلى بلد لا سلطان لهم عليه ، فانصرفوا » (٢).
بعد ثورة إبراهيم بن عبدالله وأخيه محمد ذي النفس الزكية على المنصور العباسي التي انتهت بقتلهما ، قال المنصور يوماً لعمرو بن عبيد : « بلغني أن محمداً بن عبدالله بن الحسن كتب اليك كتاباً » قال عمرو : قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه.
قال : فبم أجبته ؟ قال : أوليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت
____________
(١) الجامع لأحكام القرآن ١٠ : ١٢٤.
(٢) كتاب الأذكياء / ابن الجوزي : ١٣٦ ، ط ١ ، دار الكتب العلمية ، بيروت / ١٤٠٥ هـ.