رسول اللّه ، وفي حرم رسول اللّه. أدعوكم الى سنة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
أيها الناس ، أتطلبون آثار رسول اللّه في الحجر والعود ، وتتمسحون بذلك ، وتضيعون بضعةً منه؟!»
ثم خرجوا قاصدين مكة وهم نحو ثلاثمئة رجل ، فتلقتهم الجيوش بأرض يقال لها «فخ» وقادتها : موسى بن عيسى ، والعباس بن محمد بن سليمان ، ومبارك التركي وآخرون ، فقتل الحسين وأصحابه بعد معركة وكرّ وفر وحصار.
ثم دعا القادة العباسيون أبناء الحسن والحسين ممن بقي في المدينة ، وطرحوا بينهم رؤوس الشهداء ، فتكلم الإمام موسى بن جعفر الصادق عليهالسلام حين قال له العباس : هذا رأس الحسين!
فقال : «نعم : إنا للّه وإنا اليه راجعون ، مضى واللّه مسلما صالحا صوّاما قوّاما ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله» فلم يجيبوه بشيء (١).
هذه حلقات من سلسلة الانتفاضات الطويلة التي كان سببها دائما المبالغة في الاضطهاد والامتهان ، كما كان قادتها دائما من رموز الاسلام وخيار رجاله دينا وعلما وشرفا.
__________________
(١) أخبار هذه الثورة في مقاتل الطالبيين : ٣٦٤ ـ ٣٨٥.