قال : فالثالثة؟ قال : فتلا عليّ هذه الآية : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (١).
فضرب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بين كتفيه ، وقال : لا يبغضك إلاّ منافق » (٢).
٢ ـ عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ) (٣) ، قال : « هم جعفر « وعلي بن أبي طالب عليه السلام » وعبد الله بن عقيل ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من دارهم حتى لحقوا بحبشة » (٤).
١ ـ عن ابن عباس ، قال : « بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً نظر إلى حيّة كأنّها بعير ، فهمّ عليّ بضربها بالعصا ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : مه إنّه إبليس ، وإنّي قد أخذت عليه شروطاً ألاّ يبغضك مبغض إلاّ شاركه في رحم أمه ، وذلك قوله تعالى : (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأولاد) (٥) » (٦).
____________
(١) النحل / ١٨.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٣٢٩.
(٣) النحل / ٤١.
(٤) ذكر الإمام عليه السلام في من هاجر إلى الحبشة من سهو القلم ، ولم تذكره كتب السيرة في المهاجرين إلى الحبشة ، ومواقفه مع النبيّ صلى الله عليه واله وسلم بدءاً من ليلة المبيت على الفراش ومروراً بحروب بدر وأحد الأحزاب وخيبر كل ذلك ينفي مفارقته الرسول صلى الله عليه واله وسلم وذهابه إلى الحبشة فلاحظ ، راجع شواهد التنزيل ١ / ٣٣٣ ، تجد الخبر فيه ونحوه في مناقب ابن شهر آشوب ١ / ٢٨٩. ومن الغريب أن يمرّ محقق الشواهد ومحقق المناقب على هذا الخبر من دون تعليق ، وفي أغفالهما التعليق عليه أخبات بصحته ، وهذا يلغي جميع مواقف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بدءاً من المبيت على الفراش ومروراً ببدر وأحد والأحزاب وخيبر حيث جاء بعد فتحها أمير المهاجرين إلى الحبشة جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
ولم يرد اسم غيره من بني هاشم فمن أسماء المهاجرين إلى الحبشة ، راجع السيرة النبوية لابن هشام ١ / ٣٢٣ تحقيق السقا والأربياري وشلبي.
(٥) الإسراء / ٦٤.
(٦) شواهد التنزيل ١ / ٣٤٧.